اهدنا الصراط المستقيم
((( اهدنا الصراط المستقيم . )))
..
---
نحن نقرأ الفاتحة يوميا..
خطر لأحدهم سؤال، لماذا وصف الله الصراط المستقيم بأنه "صراط الذين أنعمتَ عليهم"؟
لماذا لم يتوقف الكلام عند: "اهدنا الصراط المستقيم"؟
من الإجابات الجليلة، إجابة ابن القيم في أول كتابه "مداج السالكين"، يقول -ما معناه- الحكمة في هذا أن الصراط المستقيم يسلكه قلة، فأراد الله أن يُذْهِب عن عبده السالك فيه شعور الوحشة والانفراد.. فذَكَّره بأن هذا الصراط قد سار فيه الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون!
ولهذا قيل: لا تستوحش لقلة السالكين، ولا تغترّ بكثرة الهالكين. (انتهى)
وقد حدثني بعض من لقي التعذيب في السجون بأنه لم يكن يجد ما يُثَبِّتُه ويُهَوِّن عليه، إلا أن يتذكر ويستدعي إلى ذهنه وضميره محن الأنبياء والصالحين من قبله، فإذا ملأ نفسَه من هذه الذكريات شعر بالأمان، بل شعر بالرضا..
لقد رأى نفسه في قافلة الفائزين، ووضع قدمه في موكب العظماء.. فلا يزال على هذه الحال حتى يعود من تفكيره، وهو يسأل الله الإخلاص، ويستعيذ به من السخط، ولسانه يردد "إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي"!
لقد جربتُ شيئا من هذا الشعور أحيانا.. وكان من ألذّ ما وقع لي!
نسأل الله لنا ولكم العافية.. ونسأل الله لنا ولكم الرضا في كل حين.
---
محمد الهامي
تعليقات
إرسال تعليق