معانى جميله
هذا المعاني أكتبُها أمامي وأُكثِرُ من النظر فيها وأذكّرُ نفسي بها:
العلم ليس مجرد المعرفة للمعلومات، العلم حجة لك أو عليك، ليس كُتبًا تُدرس، ومتونًا تُحفظ، ومعلومات تُردَّد، ومنشورات تُكتبُ، وشهادات تُوضع على الحائط، وألقاب تُنادَى بها؛ فهذه وسائلُ للعلم، وصورُه، وزينتُه وزُخرفُه. #إنما العلمُ ما يُحرِكُك، ويجعلك أحسنَ حالا في خُلقك وقلبِك وعملِك
فهذا (فقط) هو ما يبقى لك من معنى العلم.
وكم من شخصٍ يحسبُ نفسَه ويحسبُه الناسُ عالما وهو عند اللهِ من الجاهلين المُعتدين.
وكم من شخص ليس محسوبا على أهل العلم، وهو عالمٌ يعيشُ العلم واقعا مُمارَسًا.
العلمُ دِينٌ.. خلُق.. عملٌ.. أمانةٌ.. رسالة..
كلُ من عمل بطاعة الله فهو العالمُ ولو لم يحفظ أدلتها ويسرد أقوال الناس فيها، والجاهلُ من عمل بالمعاصي، وترك طاعة الله ويُكسّلُ عن الواجبات ولو كان يحفظ فيها الأدلة والحُجج و لسانُه فصيحٌ ينطق بها ويدعو إليها!
فأبصرْ طريقك واعلم أين أنت من معنى العلم؟ ولا يغُرنّك زخرفُ المعرفة وزينتها وصورتها
وتعوّذْ بالله أن تكون في نفسك عظيما، وعند الله صغيرا!
العلمُ (طلبُ ما عند الله على هُدى من الله)، وما سوى ذلك فهو من زينة الحياة الدنيا
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ومن بطَّأ به عملُه لم يُسرِع به نسبُه) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوّذُ بالله من علمٍ لا ينفع (أخرجه مسلم) (2722)
ومن أنفع ما قرأته في هذا المعنى ما علّقه البخاري في كتاب "العلم" باب "رفع العلم وظهور الجهل" وقَالَ رَبِيعَةُ: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ العِلْمِ أَنْ يُضَيِّعَ نَفْسَهُ» وهو أثر صحيح انظر تخريجه: (2/85) ((تغليق التعليق)) لابن حجر
وقال ابْنُ وَهْبٍ : حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَسَأَلَهُ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ، فَقَالَ: "إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ لَحَسَنٌ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَلْزَمُكَ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ، وَمِنْ حِينِ تُمْسِي، فَالْزَمْهُ وَلَا تُؤْثِرَنَّ عَلَيْهِ شَيْئًا " (ص57) ((ما رواه الأكابر عن مالك بن أنس)) لمحمد بن مخلد.
وقال الْمُزَنِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: ((مَنْ تَعْلَمَ الْقُرْآنَ عَظُمَتْ قِيمَتُهُ، وَمَنْ نَظَرَ فِي الْفِقْهِ نَبُلَ مِقْدَارُهُ، وَمَنْ كَتَبَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ، وَمَنْ نَظَرَ فِي اللُّغَةِ رَقَّ طَبْعُهُ، وَمَنْ نَظَرَ فِي الْحِسَابِ جَزَلَ رَأْيُهُ، وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ ينْفَعْهُ عِلْمُهُ)) (ص324) ((المدخل إلى السنن الكبرى)) للبيهقي.
تعليقات
إرسال تعليق