شياطينُ الإنسِ والجنِ
شياطينُ الإنسِ والجنِ -وحدَهم- هم الذين يُصغّرون في عينَيك الحلالَ الطيب، ويُعظِّمون فيها الحرامَ الخبيث( في الأموال والأطعمة والأشربة والشهوات) وغيرها
ومن استجاب لهم: فإنه -ولابد- لن يجد فرحَه وراحتَه وقناعتَه فيما بين يديه من الحلال الطيب، وسيبقى يطلبُ صنوف الحرام الخبيثَ، ويستزيد منها راجيا السعادة والشّبع، ولن يشبع منها، ولو عاشَ عليها طولَ عُمرِه؛ لأنّ اللهَ الذي خلق الحياة الدنيا وما فيها: لن يجعل سعادةَ عبدٍ وقُرّةَ عينه فيما حرّمه وحكم بخُبثِه.
والشيطانُ يَعدُ الإنسانَ ويُمنّيه، وما يعِدُه إلا غرورا
ولا يستوي ملءُ الأرض من الخبيث الحرام، والقليلُ من الطيب الحلال، قال الله تبارك وتعالى: ﴿قُل لَّا یَسۡتَوِی ٱلۡخَبِیثُ وَٱلطَّیِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِیثِۚ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة ١٠٠]
قِرْشٌ حلالٌ طيبٌ خيرٌ من ملء الأرض من المال الحرام
ولُقمةٌ حلال خيرٌ من أفخر الأكلات الخبيثة
وزوجتُك حلالُك خيرٌ من كل سبيل حرامٍ تطلبُ فيه وَطرَك
وهكذا في كلّ شأن تطلبُه
فمن تحرّى الحلال رضّاه اللهُ به وأسعَده وملأ عينَه به
ولن يُشقِيَ اللهُ عبدًا طلبَ الحلال الطيب.
ولكنّ الناسَ أنفسَهم يظلمون: بالمعاصي، وبمَدّ العَين إلى ما لا يملكون.
فاللهم ربنا اجعل سعادتنا فيما يُرضيك، ونعوذ بك أن نُعذّبَ بمُحرَّم أو بما لا نملِك.
واجعلنا مُوقنين بما عندك.
تعليقات
إرسال تعليق