قراءة القرآن.. وفق المقامات الموسيقية

 

((( قراءة القرآن.. وفق المقامات الموسيقية..! )))
..
---
عندما أنظر إلى التاريخ الذي عشته خلال دراستي في الأزهر طوال حياتي.. فلقد رأيت العجب العجاب..!
رأيت بأم عيني أستاذا كان يدرس القرآن في الفصل للطلاب ، وهو يطبل بيديه والأولاد يرقصون..!
ورأيت أستاذا آخر ، غضب ذات مرة، وإذ به يلقي بالمصحف على الأرض، ويدهسه بقدمه، ويقول : أنا كافر..!
وآخر كان يدخن السيجارة أثناء اختباره لنا في مادة القرآن في ( كلية الشريعة ) بالجامعة..!
فلا أتعجب أنا من رجل قد مات أمس ، كان طوال حياته يلحن القرآن ويعلمه للناس وفق ( المقامات الموسيقية ) ، ويتمايل كالفساق ، ولا يعظم كلام الله..!
ولابد آن نعلم أن قراءة القرآن وفق ( الألحان الغنائية ) .. هو من علامات الساعة.. وهو منكر عظيم حرام..!
وقد قال الشيخ محمد صالح المنجد - فك الله أسره - :
( التغني من الغناء الذي هو الإفراط في التمطيط، والعبث بالمدود، فهذا ليس من المقصود الشرعي بحال.!
ولذلك فإن القدر من جمال الصوت الذي يكون الإنسان به قارئاً قراءةً مؤثرة، مطلوب، وإذا زاد ووصل إلى متابعة ألحان أهل الفسق والأغاني، أو كما يفعل الآن كثير من قراء الإذاعات، على هذه النوتة الموسيقية.
يقرؤون القرآن على الألحان الموسيقية، ألحان الأغاني، عندهم قواعد معروفة في الموسيقى والألحان، في الطلعات والنزلات، يمشون عليها بالضبط، فهؤلاء إذا استمعت إليهم فلا تشعر بأية خشوع، وإنما تكون مأخوذاً بجمال الصوت، أو أن تكون متقززاً من شدة التكلف.
وبعضهم كان يحضر في حفلة أم كلثوم في الصف الأول، وعليهم العمائم من أجل أن يلتقطوا اللحن؛ لكي يقرؤوا به في الإذاعة، هذا شُغل معروف عند هؤلاء القراء.
ولذلك ذم النبي ﷺ هؤلاء ذماً عظيماً؛ أخبر أنه سيأتي في آخر الزمان قوم يقرؤونه بهذه الصفات بغايةٍ من السوء، ذمهم، وأخبر أنه يأتي أحدهم يُقدم؛ كما جاء في الحديث الصحيح:
( أَخَافُ عَلَيْكُمْ سِتًّا: إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ، وَسَفْكُ الدِّمَاءِ، وَبَيْعُ الْحُكْمِ، -أخذ الرشوة-، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَنَشْوٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ، وَكَثْرَةُ الشُّرَطِ والشرطة أعوان السلطان ) [رواه الطبراني في الكبير: 14532، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 216].
فإذًا، قوله: ( وَنَشْوٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ ) المقصود بهؤلاء الذين يتكلفون ويتابعون الألحان، ويجعلون القرآن مثل الأغاني، هؤلاء الأشخاص توعدهم النبي ﷺ بوعيدٍ عظيم، وأخبر أنه ربما يأتي بعضهم، ويقدم في جمع القوم لا لأنه أفقههم، ولا لأنه أعلمهم، وإنما لأجل أن يتغنى لهم.
فإذًا، الغناء، والتطريب والعبث بالمدود ، والزيادة في الحركات، أو التأوهات، لا شك أنه أمرٌ مذموم، وصاحبه آثم.
ولما سُئل الإمام أحمد -رحمه الله- عن القراءة بالألحان؟ قال: هي بدعة [لإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، ص: 149].
وذلك لما روي عن النبي ﷺ: أنه ذكر في أشراط الساعة: ( أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرأهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء ) . [غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: 1/397] مثل الغناء.
فيجب أن نفرق بين تحسين القراءة، وتجميل الصوت، والخشوع والحزن، وبين أن الإنسان يشابه في قراءته أهل الفسق والأغاني، ويمطط ويتأوه، ويطلع وينزل، هذا مذموم ومحرم. ) .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فائدة تتعلق بالأقارب الفجار والمناوئين للشريعة

رسالة الى اهل غزة

وظايف مصر والخليج ليوم الاثنين 30/12/2019