فائدة العلوم الشرعية
رجلٌ من أهل الفضل سأل ابنَ تيمية رحمه الله عن العلوم، والكتب، ونحوها مما يحتاجه من يريد الفقهَ في الدين
فأجابه ابنُ تيمية بجوابٍ مختصر نافع، ثم ختم هذه الوصايا بجُملةٍ (واللهِ من أجمل ما قرأتُ من الوصايا)، قال له:
((فمن نوَّرَ اللهُ قلبَه هداهُ بما يبلُغُه من ذلك {أي: من العلوم و الكتب والمعرفة}، ومَن أعماهُ لم تزدْه كثرةُ الكتبِ إلا حيرةً وضلالا)).
قلتُ: قوله: هداه اللهُ بما يبلغه: فيه معنيان:
١-أنَّ القدْرَ الذي يبلغه من العلوم والكتب والدروس يهديه الله به ويكفيه(وإن فاته كثيرٌ من المعلومات والكتب والنُّسَخ الفاخرة، والمشايخ..)
٢-وأنّه كلّما بلغه علمٌ اهتدى به يعني: آمن وعمِل به.
وليس كل الناس كذلك، بل منهم من لا يزيده العلم إلا كفرا وضلالا، وهذا المعنى بيّنه الله كثيرا في كتابه في مثل قوله تعالى ((وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ))
وهذا ميزانُ حقٍّ يعرف به العبدُ نفسَه، فبعد وُرود العلم عليه فهو إما قابلٌ له مرفوع به أو معرِضٌ عنه موضوع به ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ.)) صحيح مسلم
فاللهم اجعلنا ممن قبِل الهُدى ونفعتَه به فعلِمَ وعلَّمَ.
تعليقات
إرسال تعليق