#علماء_مسلمون_عبر_التاريخ

لما دخل الإمام البخاري إلى بغداد أراد أهل بغداد أن يمتحنوه، هل هو من الحفظ والضبط والإتقان وسعة الاطلاع كما يقال عنه؟ فعمدوا إلى مائة حديث، وقسموها على عشرة أشخاص، لكل واحد عشرة أحاديث، وقلبوا أسانيد العشرة الأولى مع متونها فوضعوا إسناد الحديث الأول لمتن الثاني، وإسناد الثاني لمتن الأول، إلى تمام العشرة، ثم قلبوا العشرة الثانية، وهكذا إلى تمام المائة، فلما استقر بهم المجلس، وحضر وجهاء بغداد وأعيانها وعلماؤها، انتدب الأول للبخاري وقال: يا أبا عبد الله ما تقول في حديث كذا وكذا، فألقى إليه السند تامًا والمتن غير متنه، قال البخاري -رحمه الله-: لا أعرفه، ثم الحديث الثاني: حدثنا فلان عن فلان قال: كذا وكذا، قال البخاري: لا أعرفه، وهكذا إلى تمام المائة وهو يقول: لا أعرفه، فلما رأى ذلك عوام الناس ظنوا أنه لا علم له بالحديث، أما النبلاء منهم فعلموا أن الرجل قد فهم، فالتفت البخاري إلى الرجل الأول وقال: أنت قلت: كذا وكذا، فساق الحديث الأول بخطئه ثم صححه وقال: ولكن الصواب كذا وكذا، وقلت في الحديث الثاني: كذا ولكن الصواب كذا، وهكذا حتى أتى على المائة فصوّبها كلها، فعجبوا من كونه رد المائة على صوابها، لكن أعجب من ذلك كونه حفظ كل المائة بخطئها!
عزيزي القارئ وجودك معنا يسرنا وحرف منك يشجعنا على الاستمرار فلا تبخل علينا بوضع بصمتك على المنشور كي يصل إليك كل ما هو جديد .
المصدر:
ابن عدي في (جزء له)
ونقلها الخطيب في (تاريخه)

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فائدة تتعلق بالأقارب الفجار والمناوئين للشريعة

رسالة الى اهل غزة

وظايف مصر والخليج ليوم الاثنين 30/12/2019