الظلم

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

اما بعد

أخرج مسلم من حديث أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ:

      “يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَمُوا“.

وأخرج الشيخان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:   “الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”،

وأخرج مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

  “اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ“.

ان من كمال عدل الله يامعشر الاخوه الا يجاوز جسر جهنم ظالم حتى يؤدى مظلمته حتى البهائم يقاد لها من بعضها ثم يقول كونى ترابا

يُقبِلُ الجبارُ تباركَ وتعالى يومَ القيامةِ فيثني رجلَهُ على الجسرِ فيقولُ : وعزَّتي وجَلالي لا يُجاوزُني ظُلمُ ظالمٍ ، فينصفُ الخلقَ بعضَهم من بعضٍ حتى إنَّهُ لينصِفُ الشاةَ الجماءَ منَ الشاةِ العضباءِ بنطحةٍ تنطحُها

 

نتكلم اليوم عن الظلم وعن عاقبة الظلم وكما نعلم ان لكل شىء اركان

واركان الظلم ثلاثه

مظلمه وظالم ومظلوم

فاما المظلمه فهى كل فعل من شانه جحد حقوق الناس وجر الاذى عليهم سواء كان هذا الاذى مادى او معنوى شتم الناس ظلم واكل اموال الناس ظلم  قتل النفس ظلم وقد توعد الله من يفعل ذلك باليم العقاب

واما الظالم فهومن قام بفعل الظلم وقد توعده الله بالعقوبه فى الدنيا قبل الاخره

واما المظلوم فهو من وقعت عليه المظلمه وقد وعده الله بالنصره

لماذا حرم الله الظلم

لان الظلم هو وضع الشيء في غير مكانه

، وحياد عن الحق ومشى فى طريق الباطل وانحراف عن العدل

، وتعدّي على حقوق الغير وجور علىها ،

الظلم يفسد المجتمعات  لانه بيملا قلوب الناس بالاحقاد والضغائن ولانه سبب فى كثير من امراض القلوب زى الحسد والغل بسبب الاذى الشديد للمظلمومين، طول مدة الظلم بتولد الاحساس بالعجز وبتخلى الناس فى حالة ترقب وريبه وبتفقدهم الثقه بانفسهم وبالاخرين

صفات الظالم

1-         اى ظالم هتلاقيه كذاب ومتكبر ودول عامل مشترك فى كل الظالمين

2-         هتلاقيه لايتقبل النصيحه وهتلاقيه مجادل

3-         هتلاقيه ديما بتعدى حدود الله ولا يخضع لاوامر الله ولايبالى بالحرام والحلال

4-         هتلاقيه ديما بيحاول يضلل الناس ويخلط عليهم الامور

5-         هتلاقيه فى غفله  عن الاخره

6-         هتلاقيه يظن بنفسه الذكاء المطلق

7-         هتلاقيه ديما عايش فى ريبه وترقب وخوف

8-         واخيرا هتلاقى قلبه مليان كراهيه لكل من هم حوله

انواع الظلم

 

1-         النوع الاول ودا ظلم العبد لنفسه ودا بيكون بالذنوب والمعاصى والانسان بيتحلل من النوع ده بالتوبه والرجوع الى الله والاقلاع عن الذنب

2-         2-النوع التانى وهو ظلم العبد لغيره ودا خطير جدا لانه لاتقبل توبة الظالم الا بعد يتحلل من مظلمته بان يسامحه المظلوم

عقوبة الظلم فى الدنيا والاخره

اولا فى الدنيا

من اكبر العقوبات للظالم الامهال من الله وافتتان الناس بقوته

 ؛ لحِكَم كثيرة، منها: استدراج الظالم ليأخذه الله على أقبح حالٍ وأشنع صورةٍ، وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)،[٨]

وقد يكون الإمهال فرصةً للتّوبة والرجوع إلى الله

أو أنّ المظلوم قد سبق له ظلم أحد في حياته، فيكون الظلم الواقع عليه عقوبةً له على ظُلمه السابق.[٩][٢]

توعد الله  للظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا؛ ، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ -تعالى- فيه أعجلَ ثواباً من صلَةِ الرحِمِ، وليس شيءٌ أعجلَ عقاباً من البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم)،[١٠]

عقوبة الظالم في الدنيا قد تظهر في خاتمته، فتكون نهايته أليمةً شديدةً؛ انتقاماً للمظلوم، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (إن اللهَ ليُملي للظالمِ، حتّى إذا أخذه لم يفلتْهُ، قال: ثمّ قرأ: (وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)

كما أنّ الله -سبحانه وتعالى- يخزي الظالم في الدنيا، ويذيقه مرارة الحياة وذلّها، ثمّ يذيقه عذاب الآخرة يوم القيامة، ومن مظاهر العقوبة الدنيويّة للظالم الحرمان من البركة وزوال النِّعم، فقد قال الله -تعالى- في سورة القلم، عن أصحاب الجنّة الذين عزموا على عدم إعطاء الفقراء حقّهم منها: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ*وَلَا يَسْتَثْنُونَ*فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ*فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ*فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ*أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ*فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ*أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ*وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ*فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ*بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ).[١٣][١٤][٢]

الله -سبحانه وتعالى- أخبر في القرآن الكريم أنّه يُضلّ الظالمين في الحياة الدنيا، ولا يهديهم إلى الرُّشد والصلاح، حيث قال الله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ)

عقوبة الظالم فى الاخره

يُحرم الظّالم من الشّفاعة يوم القيامة ودليل ذلك قوله تعالى:{مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[٥]،

كما أنّه يُطرد من رحمة الله وعنايته وإلقاء اللّعنة عليه وسوء العاقبة، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}

الظّالم يأتي يوم القيامة خالٍ من الحسنات مهما كان مُقدّمًا للخير في دنياه، فقد أخبر الرّسول -عليه السّلام- أنّ الظّالم يأتي يوم القيامة كالمُفلس حيث تؤخذ منه جميع حسناته وتُعطى لمن ظلمه.

قال صلى الله عليه وسلم: «أتدرون من المفلِسُ؟» قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ. فقال: «إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا. فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه. فإن فَنِيَتْ حسناته، قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه. ثمَّ طُرِح في النَّارِ» (مسلم)

ايها الظالم

أظننتَ أنَّ ظلمك للناس سيضيع سُدًى؟! كلا، كلا؛ بل إنَّ الظّلم ظلمات يوم القيامة

فكن على حذر من اخذ الله لك فى الدنيا واليم عذابه فى الاخره فقد حذرك الحبيب فلم ترتدع فقال لك

((اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّها لَيْسَ بَيْنَها وبَيْنَ اللَّهِ حِجابٌ)).

وقال: ((إنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، حتَّى إِذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ))،

وقال  تعالى -: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إذا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾

فان لم ترتدع فلك فى مصارع السابقين العبر اسال التاريخ عن فرعون ونمرود وثمود فلن تكون احسن حال منهم

 

وانت ايها المظلوم

بشراك

فان دعوتك سهم لايرد وقد تكفل الله باخذ حقك ورد مظلمتك ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)

(واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب)

كان يزيد بن حكيم يقول: ما هبت أحداً قط هيبتي رجلاً ظلمته وأنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله يقول لي: حسبي الله، الله بيني وبينك.

فاتقوا الظلم اخوتى واياكم والوقف بجانب الظالمين

ونختم بقول الشاعر

 

إذا جار الوزير وكاتباه ** وقاضي أجحف في القضاءِ

 

فويل ثم ويل ثم ويل ** لقاضي الأرض من قاضي السماءِ .

 

وقال أبو العتاهية في هذا الصدد :

 

 ستعلم يا ظلوم إذا التقينا * * * غداً عند الإله من الظلوم

 

أما والله إنَّ الظُّلم شؤمٌ * * * وما زال المسيء هو الظَّلوم

 

إلى دياَّن يوم الدّين نمضي* * * وعند الله تجتمع الخصوم

 

ستعلم في الحساب إذا التقينا * * * غداً عند الإله من الملوم

 

 قال آخر :

 

لا تظلمن إذا كنت مقتدرا * * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم

 

تنام عيناك والمظلوم منتبه* * * يدعو عليك وعين الله لم تنم

 

أَما وَاللَهُ إِنَّ الظُلمَ شُؤمٌ

وَلا زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ

إِلى الديّانِ يَومُ الدينِ نَمضي

وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ

سَتَعلَمُ في الحِسابِ إِذا الِتَقَينا

غَداً عِندَ المَليكِ مَنِ الغَشومُ

سَتَنقَطِعُ اللِذاذَةُ عَن أُناسٍ

مِن الدُنيا وَتَنقَطِع الهُمومُ

لِأَمرٍ ما تَصَرَّفَتِ اللَيالي

لِأَمرٍ ما تَحَرَّكَتِ النُجومُ

سَلِ الأَيّامَ عَن أُمَمٍ تَقَضَّت

سَتُخبِرُكَ المَعالِمُ وَالرُسومُ

تَرومُ الخُلدَ في دارِ المَنايا

فَكَم قَد رامَ مِثلَكَ ما تَرومُ

تَنامُ وَلَم تَنَم عَنكَ المَنايا

تَنبَّه لِلمَنِّيَةِ يا نُؤومُ

لَهَوتَ عَنِ الفَناءِ وَأَنتَ تَفنى

فَما شَيءٌ مِنَ الدُنيا يَدومُ

تَموتُ غَداً وَأَنتَ قَريرُ عَينٍ

مِنَ الفَضَلاتِ في لُجَحٍ تَعومُ

هذاوصلو وسلموا على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فائدة تتعلق بالأقارب الفجار والمناوئين للشريعة

رسالة الى اهل غزة

وظايف مصر والخليج ليوم الاثنين 30/12/2019