أثر الخلوات

أثر الخلوات 🎐
قال ابن الجوزي رحمه الله :
إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة ؛ كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذرًا من عقابه ، أو رجاء لثوابه ، أو إجلالاً له ؛ فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عودًا هنديًا على مجمر ، فيفوح طيبه ، فيستنشقه الخلائق ، ولا يدرون أين هو .

وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته ، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب ، ويتفاوت تفاوت العود .. فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص ، وألسنتهم تمدحه ، ولا يعرفون ولا يقدرون على وصفه ؛ لبعدهم عن حقيقة معرفته .
وقد تمتد هذه الأراييح بعد الموت على قدرها ؛ فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ، ثم ينسى ، ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره ، وقبره ، ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبدًا .
وعلى عكس هذا من هاب الخلق ، ولم يحترم خلوته بالحق ؛ فإنه على قدر مبارزته بالذنوب ، وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة ؛ فتمقته القلوب ؛ فإن قل مقدار ما جن قل ذكر الألسن له بالخير وبقي مجرد تعظيمه وإن كثر كان قصارى الأجر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه .
[ صيد الخاطر ]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فائدة تتعلق بالأقارب الفجار والمناوئين للشريعة

رسالة الى اهل غزة

وظايف مصر والخليج ليوم الاثنين 30/12/2019